احذروا في بيتنا لص صغير

من الانحرافات السلوكية التي تؤرق الكثير من الاسر وتصيبها بالحيرة والارتباك هي السرقة ينزعج الاباء و يشعرون انهم لم يحسنوا تربية اطفالهم و يبداون بالتعامل مع هذه الظاهرة السلبية بردود افعال خاطئة تربويا ونفسيا كالضرب او الانتقاد اللاذع او السخرية مما يؤدي الى نتائج عكسية ويزيد الامر سوءا فهذا التشوه السلوكي ليس وليد الصدفة وانما غالبا ما نكون كاباء شركاء في صنعه بشكل او باخر لذا علينا ان نسال انفسنا ما الذي ادى بهم الى ذلك؟
سنطرح في مايلي توضيحا علميا لمعنى السرقة عند الطفل ؟ ومتى تكون مشكلة حقيقية وما الداوفع النفسية و التربوية وراءها ؟ وهل هناك امل في العلاج للسرقة؟ هي اذن استحواذ الطفل على اشياء ليست ملك له دون وجه حق وتبدا لدى الاطفال بصورة واضحة في المرحلة الممتدة من (4-7 ) سنوات وتكون بشكل عفوي او تلقائي لان الطفل لم يصل الى مرحلة النضج العقلي او الاجتماعي الذي يجعله يميز بين ما يملكه وما يملكه الغير اما اذا استمر السلوك المرضي (السرقة ) لدى الطفل في المرحلة الممتدة من سن ( 7 -15 )عاما هنا لابد من نشعر بخطورة هذا السلوك
غالبا ما تبدا المشكلة بسرقة اشياء بسيطة من المنزل ثم يتطور الامر فيسرق الطفل نقودا من محفظة ابيه او امه وقد يلجا بعض الاطفال الى سرقة اشياء ثمينة مثل الذهب او الساعات والنظارات واللعب وغالبا ما ينكر قيامه بالسرقة خوفا من العقاب من جانب والديه او المدرسة
اسباب السرقة عند الطفل اسمحوا لي اخوتي اخواتي ان نذكر ابرزها

افتقاد معنى الملكية اي الطفل لا يفعل ذلك بدافع السرقة ولكنه يجهل معنى الملكية فهو يعتقد ان ما فعله ليس امرا مذموما لان نموه العقلي والاجتماعي لا يمكنه من التمييز بين ممتلكاته وممتلكات الغير ومثل هذا الطفل لا يمكن ان نعتبره سارقا
الانتقام قد يلجا الطفل للسرقة في بعض الاحيانبدافع الانتقام فقد يسرق الطفل والده لانه صارم وقاسي في معاملته له او وجد ان والديه قد انصرفا عنه واهملا رعايته وشؤونه فتكون السرقة هنا كرد فعل لتجاهلما له وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة لانه يغار من تفوقه او مكانته المميزة عند مدرسيه او انتقاما في حالة قيام احد الوالدين او احد المدرسين بعقد مقارنة بينه وبين الطفل المتفوق والطفل السارق
الخوف من العقاب في بعض الاحيان يفقد الطفل احدى لعبه او احدى لعبه او احدى لوازمه المدرسية فيخشى الطفل من اخبار والديه بذلك خوفا من عقابهما له وللتخلص من ا المازق يلجا الطفل للسرقة ليشتري لعبة اخرى شبيهة باللعبة الاخرى التي فقدها

الحرمان يلجا الطفل للسرقة بقصد شراء شيء او حاجة هو محروم منها بسبب فقر اسرته او بخل والديه الشديد وقد يسرق في بعض الاحيان لاشباع هواية لديه مثل تاجير د راجة يركبها او لدخول مدينة ملاهي للاستمتاع باللعب الموجودة فيها

التقليد في بعض الاحيان يلجا الطفل للسرقة كنوع من التقليد والمحاكاة للوالدين خاصة عندما يرى امه مثلا تمد يدها لحافظة ابيه لتستولي في تكتم وسرية شديدة على بعض النقود دون اخبار والده بذلك وقد يلجا الطفل للسرقة تقليدا لاصدقاء السوء ايضا

التفاخر والمباهاة بعض الاطفال يعانون من الحرمان باللعب التي تروق لهم بسبب الفقر او ضيق ذات اليد وعندما يشاهدون هذه اللعب مع اصدقائهم في المدرسة يشعرون بالغيرة والنقص خاصة عندما يتفاخر اصدقائهم بهذه اللعب فيلجا هؤلاء الاطفال لشراء مثل هذه اللعب او افضل منها ليتفاخرو بها على اصدقائهم مدعين ان ابائهم قامو ا بشرائها لهم



7-حب الاستطلاع والاكتشاف احيانا يكون سبب ودافع السرقة عند الاطفال هو سلوك الوالدين خاصة الام عندما تكون شديدة الحرص بصورة مبالغ فيها في الحفاظ على الاشياء الغالية والرخيصة فيندفع الطفل بدافع حب الاستطلاع والاستكشاف لمعرفة ما تقوم امه باخفائه عنه والعبث به او سرقته

ومن اهم الخطوات العملية الناجحة للتخلص من هذه المشكلة على الوالدين اتباع مايلي

خلق شعور الملكية لدى الطفل منذ صغره وذلك بتخصيص خزانة خاصة به يضع فيها ادواته وملابسه ولعبه
على الوالدين افهام الطفل حقوقه وواجباته وان هناك اشياء من حقه الحصول عليها واشياء ليس من حقه الحصول عليها و تعليمه كيفية احترام ملكية الاخرين من خلال درس عملي ولذلك اذا حدث واعتدى الطفل على ملكية اخبه فالناخذ منه احدى لعبه او ادواته ونعطيها لاخيه ليتيقن الطفل بعد ذلك انه من غير المستحب الاعتداء على ملكية الاخرين وانه من الانصاف ان لا ياخذ ممتلكات غيره
اشباع حاجات الطفل المتعددة والضرورية من ماكل وملبس وادوات ولعب حتى لا يشعر بالنقص والدونية فيلجا للسرقة لتعويض النقص مع اعطائه مصروفه اليومي الذي يتلائم مع عمره ووسطه الاجتماعي الذي يعيش فيه مع اشراف الوالدين على كيفية انفاق مصروفه في الاوجه المشروعة والغير ضارة
عدم معايرة الطفل امام اخوته او اصدقائه في المدرسة في حالة السرقة وان يبتعد الوالدان عن مناداته امام الاخرين بالفاظ جارحة لكرامته وعدم عقابه امامهم ايضا فان فعلا الوالدين ذلك فهما يدفعانه لمعاودة السرقة انتقاما لكرامته
واجب الاباء والامهات والمدرسين غرس اخلاق الامانة في نفوس الاطفال كسلوك ايجابي عن طريق مكافاة السلوك الذي يدل على الامانة بهدايا عينية او رمزية ومن جانب اخر تنفير الاطفال من السلوك السيء و ادانته بقوة
مساعدة الوالدين للطفل على حسن اختيار رفاقه واصدقائه لان الصديق يشكل دورا مهما في اتجاهات الطفل وسلوكه وطريقة التنفيس عن رغباته

واخيرا فالاقتراب من الطفل واحتواءه بالحب والحنان والرعاية وخلق علاقة حميمية معه لا تعتمد فقط على توفير الماكل والملبس والاشياء المادية الاخرى وانما التركيز على اشباع احتياجاته النفسية اكثر فكل هاته العوامل تقلل من احتمالات الاظطرابات السلوكية لان اغلب حالات السرقة الموجودة بين الاطفال تهدف الى جذب الانتباه وجلب الرعاية الزائدة حوله هي كما نطلق عليها سرقة الحب