أُدرجت رياضة "الغطس الاستعراضي" في الألعاب الأولمبيّة منذ قرنٍ من الزمن. كانت هذه الرياضة تمثّل ببساطة الغطس كما نعرفه اليوم، لكن العديد من التطورات طرأت عليها منذ بداياتها الأولى.
يشتمل الغطس الاستعراضي على الغطس المتزامن أو الغطس الثنائي الذي أُطلق للمرة الأولى في ألعاب سيدني في العام 2000، ممّا عزّز البرنامج بأكثر من شكل. فقد تمّ تكرار مباريات الغطس التقليديّة للسيدات والرجال من السلم الثابت عن ارتفاع 10 أمتار ومن السلم المتحرك عن ارتفاع 3 أمتار، خلال مباريات الغطس المتزامن، بحضور حكّام قيّموا كلّ من الغطسات الفرديّة والمتزامنة.
تطوّرت رياضة الغطس في أوروبا في القرن السابع عشر حين كان الرياضيون يتمرّنون على أداء الحركات البهلوانية فوق الماء. فقد كان الغطّاسون يقفزون من منصّات ثابتة ويلجون في الماء بسرعة 55 كلم/الساعة، بأسلوب فني مميّز جمع بين اللياقة البدنيّة والشجاعة الفائقة.
يُعتبر الغطس من أكثر المباريات حماسة وأهميّة في الألعاب الأولمبيّة. ففي العام 1988، تعرّض الأميركي غريغ لوغانيس، أفضل غطّاس في تاريخ الألعاب الأولمبيّة، لضربة في رأسه على السلم المتحرك إثر محاولته تأدية غطسة الرمح العكسيّة مع البرم بمعدّل دورتين ونصف. بعد خضوعه لعدة غرزات في الرأس، فاز لوغانيس بالميداليّة الذهبيّة في مباريتين للرجال.
المنافسة
يؤدّي المتنافسون سلسلة من الغطسات ينالون على أساسها نقاطاً تصل إلى 10 تبعاً لتميّزهم وبراعتهم في الأداء. يجري بعدها تعديل النقاط حسب صعوبة الغطسة واستناداً إلى عدد وأنواع العروض التي قدّمها كل مشترك كالشقلبة في الهواء، والغطس في وضع الرمح، والغطس في وضع التكوّر، والحركات الدورانيّة المغزليّة. إن الشقلبة إلى الوراء بمعدّل دورة ونصف المقرونة بحركات دورانيّة مغزليّة بمعدّل ثلاث دورات ونصف، تعتبر من أصعب الحركات الفنية.
تقوم عادةً لجنة من سبعة حكّام بوضع النقاط لكلّ الغطسة، آخذين بعين الاعتبار أسلوب الغطاس في الاقتراب، والقفز، وتأدية الغطسة، والولوج في الماء. يتولّى تقييم الغطس المتزامن تسعة حكام. أربعة لتقييم أداء الغطسات الفرديّة وخمسة آخرون لمراقبة التزامن- أي التجانس ما بين الثنائي من حيث الارتفاع، وبعد المسافة عن السلم المتحرك أو السلم الثابت، بالإضافة إلى سرعة الدوران والولوج في الماء.
لا يعتبر الاتحاد الدولي للسباحة الغطس رياضة منفصلة عن باقي الرياضات المائية.
تاريخ الغطس في الألعاب الأولمبيّة
برزت رياضة الغطس في الألعاب الأولمبيّة في سان لويس في العام 1904 وما زال الغطس من السلم المتحرك والثابت مندرجاً ضمن برنامج الألعاب الأولمبيّة منذ العام 1908.
منذ العام 1928 وبرنامج الغطس مستمر على وتيرة ثابتة نسبياً مع سيدات ورجال يتبارون في كلٍّ من مسابقات السلم الثابت على ارتفاع 10 أمتار والسلم المتحرك على ارتفاع 3 أمتار. في الأعوام 1912، و1920، و1924، تضمّن البرنامج فعالية الغطس للرجال عن علوّ مرتفع. كانت المباريات الأولمبيّة في بداياتها تختلف أيضاً من حيث مستويات ارتفاع السلم المتحرك والثابت عن سطح الماء.
أُضيفت مباراتان جديدتان على برنامج الألعاب الأولمبيّة في العام 2000 شملت الرجال والسيدات، هما الغطس المتزامن من السلم الثابت والغطس المتزامن من السلم المتحرك بحيث يقوم غطّاسان بالقفز من السلم الثابت أو المتحرّك في الوقت عينه والغطس معاً. غالباً ما يؤدّي الرياضيّون الحركة نفسها غير أنّهم قد يختارون أحياناً، تأدية غطسات تكمّل بعضها البعض.
سيطرت الولايات المتّحدة على رياضة الغطس أكثر من أيّة رياضة أخرى في الألعاب الأولمبيّة على الأرجح. وفي أواخر الثمانينات، دخل الصينيّون في مباريات الغطس مهدّدين بقوةٍ وللمرّة الأولى هذه السيطرة. خلال فترة مشاركة الأميركي غريغ لوغانيس في المنافسات، سجّل الرجال الصينيّون بعض الانتصارات إلا أنّ النساء الصينيّات بقين بلا منازع تقريباً. والآن بعد أن تقاعد لوغانيس الذي كان يعتبر أعظم غطّاس على الإطلاق، أصبح من الممكن اعتبار الصين الدولة الأولى في رياضة الغطس للرجال.
المصدر: الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي للسباحة واللجنة الأولمبيّة الدولية.[center]